خلال هذه الأيام سينتصف موسم الوسم، والطقس السائد في هذه الفترة يغلب عليه الاعتدال أثناء النهار وتحس الأبدان بالبرودة ليلا وخاصة في وقت الفجر، إذ إن موسم البرد بدأ يزحف من آخر الليل في عملية تسير عكس عقارب الساعة حتى يلتهم الليل كله ثم ينتقل إلى النهار.
ومن المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة أن تهب علينا ريح مفاجئة تجبر الناس على أن يرتدوا ملابس الشتاء إلا أنها لا تدوم طويلا ويعود الدفء كرة ثانية، وموعد هذا عند غياب النجم الأحيمر.
والطقس ما زال متقلبا الأمر الذي يجعلنا نوصي أرباب السفن أن يتجنبوا الولوغ في أحشاء البحر وأهل البر من ارتياد الصحاري دون أخذ الحيطة، والحذر من هجمات البرد المباغتة.
وتعتبر هذه الأيام أول مواسم هطول الأمطار على المملكة، ومن العادة أن الأمطار تسقط على المملكة أثناء فصلي الشتاء والربيع إلا أنه من الممكن سقوط أمطار صيفية على أجزاء من المملكة وجل أمطار المملكة، شتوية لأنها تتبع مطريا حزام منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، علما أن معظم بلاد الأرض تكون أمطارها أمطارا صيفية كما هو الحال في جنوب المملكة. والسبب الذي يجعل أمطار حوض البحر الأبيض المتوسط قاصرة على فصل الشتاء هو أن هذا الحوض يقع في أغلب العام في مهب الرياح التجارية الجافة ولكن في فصل الشتاء تزاح الدورة العامة للرياح كلها صوب الجنوب متبعة في ذلك الوضع الظاهري للشمس التي تكون في وضع عمودي على مدار الجدي، وبذلك يدخل حوض البحر المتوسط تحت تأثير الرياح العكسية المطيرة التي تهب على أوروبا.
وفي موسم الوسم الذي نعيش في كنهه نتأثر غالبا بمنخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات في شرق إفريقيا ومن عادة هذه المنخفضات أنها تسبب هطول أمطار بين حين وآخر ويتمثل ذلك بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية تتكاثر معها السحب وتنزل معها أمطار متباينة ولا تكون عامة فهي تنزل في مناطق دون غيرها، وحبة المطر فيها كبيرة وقصف الرعد ووميض البرق فيها نادرا لكنه متوقع.
وتتخلق الأمطار الوسمية أيضا عندما تتشكل المنخفضات الجوية فوق البحر المتوسط، وتحملها الرياح إلى أحشاء الجزيرة وتهطل هذه الأمطار ما بين نوفمبر ومارس وأمطار الجبهات هذه تتبع دورة المطر الظنية والسنة المطيرة تتكرر تقريبا بعد 4 سنوات إجداب ومدة الدورة 11 سنة وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام متمثلة بالتالي 4سنوات +4سنوات +3 سنوات والسنة الأولى في كل قسم تكون سنة مطيرة إلا أن هذه القاعدة كثيرا ما تشذ، ومن باب الظن أن دورة 11 سنة لها علاقة بدورة البقع الشمسية والتي تستغرق 11 سنة أيضا.
وتشير الدراسات الرصدية أن غزارة الأمطار التي تسقط على المنطقة الوسطى تكون خلال فصل الربيع وأول فصل الصيف حيث تنزل بكميات لا بأس بها.